قصة رجل لدية دكتوراة اراد الزواج , فتزوج امرأة غير متعلمة خوفاً من المرأة المتعلمة

طبعاً نسخ لصق من "سماح بادبيان"
اعجبني فنقلته لكم
قصت لي إحدى قريباتي هذه القصة وقد حدثت مع زوجها وقد صغتها بلسان الزوج .
قال :
جاء إلى عملي وصافحني بحرارة ثم همس في إذني: أريد أن أستشيرك في موضوع !
فانتحى بي جانبا وقال: أريد أن أتزوج ؛ وأنت رجل كبير صاحب خبرة في الحياة وثقافة واسعة فأشر علي كيف أختار الزوجة المناسبة لي .
تأملته مليا وأنا أفكر بمن تصلح له .. كان شابا فتيا وطموحا ومثقفا .. عرفته منذ كان طالبا متفوقا في جامعة صنعاء وقد أصبح الآن معيدا فيها حصل على شهادة الدكتوراة قبل أشهر وهو الآن يعمل خبيرا في شركة ألمانية .. صاحب شخصية قوية واجتماعية محب للنقاش والجدل.. فابتسمت وقلت له : ابحث عن فتاة متعلمة جامعية من أسرة محترمة

فانتفض مذعورا كمن لدغته حية وقال: لا ؛ لقد خبرت بنات الجامعات ولا أريد منهن .. لا أرغب في متعلمة تتحذلق علي .. وتضع رأسها في رأسي .
فغضبت من فلسفته الغريبة هذه وقلت: أنت جئت تستشيرني وأنا أشرت عليك بما يضمن لك التوافق الفكري وييسر لك حياة سعيدة يسودها التفاهم .
فلم يعجبه قولي وسكت يستمع إلي على مضض وأنا أبين له أهمية التوافق الفكري والثقافي في الحياة الزوجية، ثم شكرني وذهب ..
وبعد مدة بلغني أنه سافر إلى قريته وتزوج فتاة أمية بسيطة وجاء بها إلى العاصمة .. ومضت الحياة ولم ألتقه بعدها إلا قليلا في بعض المناسبات
وبعد عامين .. رأيته في مسجد حيينا ينتظر أن أنتهي من صلاتي فلما انتهيت.. جاء وسلم علي ثم جلس صامتا إلى جواري ..!
فتوجست من صمته غير المألوف خيفة !..فسألته عن حاله فقال: آه يا عم لقد أخطأت، وكنت أنت على صواب.. زوجتي بسييطة جدا ومسكينة .. لا أستطيع أن أستشيرها في مواضيع عملي .. ولا في أخبار البلاد والسياسة .. ولا أستطيع أن أشكو لها مشاكلي فهي لا تفهمني ولا تملك ما تنصحني وتفيدني به.
كما أنها ليست اجتماعية لقد كنت غبيا عندما انتزعتها من بين قطعان الماشية وجئت بها إلى العاصمة ثم حشرتها في مجتمعي بين زوجات أصدقائي من الخبراء والسفراء ودكاترة الجامعة وهي التي لم تقرأ يوما كتابا ولا تعرف حتى الفرق بين الألف والباء ! فلم تستطع أن تتأقلم مع الوضع الجديد فاختارت الإنزواء .. إنها منقاذة لي تماما .. ليس لها إرادة أو شخصية حتى عندما آخذها إلى السوق وأعرض عليها قطع الملابس أخيرها بين الألوان فلا تستطيع أن تصدر رأيا فتقول : الذي ترى أنت !!
لقد ضقت من هذه الحياة .. وكرهتها مع أنها حقيقة تبذل جهدها لخدمتي وإرضائي لكنها مستسلمة أكثر من اللازم وبسيطة جدا وجاهلة تماما.. ليست في مستواي العقلي والفكري وحتى الاجتماعي .. إنني حائر ماذا أفعل وقد تورطت بطفلين أحدهما تحمله في أحشائها؟!
شعرت بالشفقة نحوه ونحوها كذلك فما ذنبها في كل ما جرى لها .
وقلت : ليس هذا وقت اللوم والعتاب وإلا كنت أسمعتك ما يؤلمك، ولكن حسبك المشاعر التي تتعذب فيها الان واعلم أنك السبب في ما وصلت إليه وتلك الحياة التي ضقت منها هي صنيع يديك .. والمرأة التي كرهتها أنت الذي أشقيتها بغباءك .. ولكن ما فات مات وعليك الان أن تحاول أن تثقف زوجتك وتعلمها وأن تهتم بأطفالك وأحضرها إلى منزلي لتتكلم مع زوجتي وبناتي وتتعلم منهن ..
استمع إلي بصمت ثم شكرني وذهب ..
وبعد عدة أشهر لقيني أحد الأصدقاء فقال : أتذكر صديقك الدكتور الشاب الذي يعمل مع الشركة الألمانية؟.. لقد سافر في رحلة عمل إلى ألمانيا وهناك خصصت له الشركة فتاة يمنية تدرس الدكتوراة في ألمانيا وتعمل مع الشركة لتكون دليلا له حتى يكمل مهمته؛ فأعجب بها وبتعليمها وثقافتها فتزوجها وأرسل ورقة الطلاق لزوجته الأولى فعادت إلى قريتها تجر ولداها خلفها ولا تعلم لطلاقها سببا!.
فلم أستطع إلا أن أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. مازالت الثقافة الحقيقية في بلدي محض خدعة، وحتى يأتي الحين الذي ترتقي فيه عقولنا سيستمر قطار ضحايا التخلف والجهل المركب بالمسير.!
وما زوجة الدكتور الأمية وأطفاله إلا مثال.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.