قصيده للدنيا و ما بعدها
ﺍﻟﻨﻔﺲُ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ , ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻓﻴــﻬﺎ
ﻻ ﺩﺍﺭٌ ﻟﻠﻤﺮﺀِ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺴﻜُﻨﻬﺎ , ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥَ ﻗﺒـﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕِ ﺑﺎﻧﻴـﻬﺎ
ﻓﺈﻥ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺑﺨﻴﺮ ﻃﺎﺏ ﻣﺴﻜﻨُﻪ , ﻭﺇﻥ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺑﺸﺮ ﺧـــــــﺎﺏ ﺑﺎﻧﻴـــﻬﺎ
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻠﻄﻨﺔً , ﺣﺘﻰ ﺳﻘﺎﻫﺎ ﺑﻜﺄﺱ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺳﺎﻗﻴــــﻬﺎ
ﻓﻜﻢ ﻣﺪﺍﺋﻦٍ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ , ﺃﻣﺴﺖ ﺧﺮﺍﺑﺎ ﻭﺃﻓﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕُ ﺃﻫﻠﻴـــﻬﺎ
ﻻ ﺗﺮﻛِﻨَﻦَّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ , ﻓﺎﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﺷـــﻚ ﻳُﻔﻨﻴﻨﺎ ﻭﻳُﻔﻨﻴــﻬﺎ
ﻟﻜﻞ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻞٍ , ﻣﻦ ﺍﻟﻤَﻨِﻴَّﺔِ ﺁﻣــــــﺎﻝٌ ﺗﻘﻮﻳـــــــﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﺒﺴﻄﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﻘﺒﻀُﻬﺎ , ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻄﻮﻳـــــﻬﺎ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ ﺃﺧﻼﻕٌ ﻣﻄﻬﺮﺓٌ , ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻘـــــــﻞ ﺛﺎﻧﻴـــﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ ﺭﺍﺑﻌﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﺧﺎﻣﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﺳﺎﺩﺳــــﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺒﺮ ﺳﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﺛﺎﻣﻨﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﺗﺎﺳﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻴﻦ ﺑﺎﻗﻴـــــﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻰ ﻻ ﺃﺻﺎﺩﻗﻬﺎ , ﻭﻟﺴﺖ ﺍﺭﺷﺪُ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﺍﻋﺼﻴـــــــــــﻫﺎ
ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻟﺪﺍﺭ ٍﻏﺪﺍً ﺭﺿﻮﺍﻥُ ﺧﺎﺯﻧﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻧﺎﺷﻴـــــﻬﺎ
ﻗﺼﻮﺭﻫﺎ ﺫﻫﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﻚ ﻃﻴﻨﺘﻬﺎ , ﻭﺍﻟﺰﻋﻔﺮﺍﻥ ﺣﺸﻴﺶٌ ﻧﺎﺑﺖٌ ﻓﻴــــــــــﻬﺎ
ﺃﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﻟﺒﻦٌ ﻣﺤﺾٌ ﻭﻣﻦ ﻋﺴﻞ , ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﺭﺣﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺭﻳـــــــﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﻋﺎﻛﻔﺔ , ﺗﺴﺒﺢُ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻬﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻧﻴـــــــﻬﺎ
اترك تعليقك